اختبارات - Testimonies
كل يوم جديد مع الرب بالتأكيد هناك اختبارات وتدخلات إلهية من السماء.. سواء كنا مدركين لها أم لا..
لذلك، لا تنس أن تشكر الرب في كل صباح جديد تشرق فيه الشمس في حياتك..
لأن يوم آخر لك في الحياة هو فرصة من الله لتكمل مشيئته التي يريد أن يفعلها معك وبك على هذه الأرض..
فبالتأكيد في رحلة حياة كل شخص هناك وقفات من الزمن يستخدمها الرب للتشكيل والنمو لإيمان أعمق من اختبارات..معجزات..
وتعاملات خاصة.. فهي ليست لمساعدتنا نحن شخصيًا فقط، بل من أجل أن نشجع بها بعضنا البعض كجسد للمسيح..
لهذا نشجعك على مشاركة أي منها لتمجيد اسم الرب.. من خلال تعبئة الفورم المرفق في نهاية هذه الصفحة
1- كان قلبي بعيدًا عن الرب.. كنت بلومه كتير وزعلانة منه. كانت كل علاقتي بيه: أنا عايزة.. أنا نفسي.. أنا محتاجة.. أنا بطلب منك. كنت بقوله حققلي اللي أنا عايزاه وإديني إحساس إنك موجود، وبعد كده أنا هتوب.
كان عندي إعتقاد مسيطر علي إني مبسوطة كدة.. ولو عشت مع ربنا، الحياة هتبقى بتتحسب بالسنتي.. وإني أكون مش بعمل خطية.
كان في تفكيري أن الرب مش بيستجيب عشان هو زعلان مني.. وأنا كمان زعلانة منه. وكنت بروح الكنيسة علشان ده المفروض أعمله.. والناس كلها عايشه كدة. وكان أكتر حاجة ممكن أخدها في الاجتماع هو راحة مؤقتة لحد ما أطلع لأرض الواقع.
وفي يوم، قال لي أحد الخدام: “أنتي محتاجة تختبري وجود ربنا في حياتك”.. ساعتها مفهمتش.
لحد ما كان فيه مؤتمر بخدمة شباب طريق الحياة، وكان في آخر اهتماماتي إني أطلع المؤتمر.. بس يسوع مكنش ساكت، وشغل قائد الاجتماع بي. كانوا بيحاولوا معايا لحد آخر ساعتين قبل المؤتمر.
وفعلًا، ذهبت إلى المؤتمر، وكان عندي حاجة واحدة فقط أقولها لربنا “يارب أنا مش هقدر أبعد عن الناس اللي في حياتي دول.. ممكن يحصلي حاجة لو إنت لبت مني ده.. أنا بحبهم أوي ومش هقدر أبعد عنهم.. مستحيل بنسبة لي.. ممكن يحصلي حاجة لو بعدوا عني.. مقدرش نهائي أقطع علاقتي بيهم.. اعمل أي حاجة تانية غير الأمر ده”.. في الواقع، كنت خايفة وبهرب من إيد ربنا ومن تعاملاته معايا.
وفي المؤتمر، تعامل معي الرب بشكل شخصي جدًا بطريقة لم أكن أتوقعها. ولأول مرة أشعر بوجود ربنا في حياتي بشكل عجيب. وفي وقت الصلاة، شعرت أن كل اللي كنت بقدمه لأصحابي، بقيت عايزة أقدمه ليسوع. ويومها، سلمت حياتي للرب بجدية ومن كل القلب.
وفي الصلاة بوضع الأيدي، وقعت وقمت واحده تانية.. كأني شخصية ماتت، وشخصية تانية مختلفة عنها تمامًا هي اللي قامت بدلها. وكان بيطلع من جوايا نفس بيطلع فيه كل زبالة وقيود إبليس كان موقعني فيها.
وبعد كل اللي حصل ده ، أنا قدرت بنفسي إني أقطع علاقتي مع أصحابي. وأول ما عملت كده، شعرت بحرية مش عادية كأني فراشة طايرة في كل مكان.. وعطشانة وجعانة جدًا بشكل مش عادي ليسوع. ومن ساعتها وأنا بختبر وجوده في أصغر تفاصيل التفاصيل في حياتي.
لو 13: 12-13 فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امرأة، إنك محلولة من ضعفك!». ووضع عليها يديه، ففي الحال استقامت ومجدت الله.
وده الي حصل معايا فعلا يسوع حل كل ضعف في!!!
1- كنت أعاني لمدة سنة ونص تقريبًا من الجيوب الأنفية، وكانت حالتي من سيء إلى اسوأ. وأخر فترة كنت بحس أن الجيوب مسدودة كل الوقت، وده أثر على نومي وعلى صوتي “مش قادرة ارنم زي قبل”. وكنت بعاني من صداع متواصل وكأنه فيه شيء تقيل فوق جبيني ومناخيري.
رحت لدكاترة كتيرة في أخر فترة.. وعملت فحوصات كتيرة، قالولي عندي لحمية وعندي انحراف شديد في الأنف وعندي حساسية والتهاب مزمن في الجيوب الأنفية. وده اللي مخليني اخد نفسي بصعوبة ويعمل تقل وصداع.
جربت أنواع كتير من الأدوية والبخاخات والقطرات، لدرجة أني بقيت من غيرهم ما أقدرش أكمل اليوم، وكنت ممنوع أتعرض لأي هواء شديد أو بارد، وممنوع أشم عطور أو أي رائحة قوية حتى البهارات والأكل لأنه ده بيزود الأعراض.
آخر دكتور قاللي لازم عملية عشان هي الحل الجذري، وأنا وقتها اتضايقت.. كنت تعبانة جدًا.. وكل يوم بحس زي اللي عندي دور برد (بقى الموضوع مزمن).. بعدها أستمريت على الأدوية والبخاخات لفترة شهرين أو ثلاثة.. كنت بحاول أتعايش مع كل ده.
وفي يوم 29-1-2023 رحت أحضر اجتماع الصلاة (الأحد) في عمانوئيل، وكنت بسبح وبصلي بشكل عام، ويومها ركعت على الأرض وكنت بصلي لشيء تاني وبعيط. بعد ما عيّطت وأنا راكعة، مناخيري اتسدت بشكل غريب.. أول مرة أحس وكأن دماغي هتتفجر ودخت لأني بتنفس بصعوبة.. شعرت بخوف شديد وقتها.
في نفس اللحظة دي، الخادم كان بيصلي ويقود اجتماع الصلاة، فجأة غيًر اتجاه صلاته وابتدأ يصلي للشفاء. شعرت وقتها زي كهرباء في جسمي والخوف راح. وبدأت مناخيري في لحظتها تتفتح وأشعر أن الضغط خف من على دماغي..
بعد الاجتماع ده رميت كل الأدوية والبخاخات وقلت أشوف هيحصل إيه، وكل يوم أقوم أراقب نفسي لأني مش حاسة بحاجة من اللي كانت عندي من قبل.. ومجدً للرب أنا حتى اللحظة دي مفيش أي انسداد أو صداع مزمن، ومناخيري مفتوحة ونفسي كويس.. ورجعت أشم عطور وروائح كنت ممنوعة منها بطريقة طبيعية.
————————————————————————————————————-
2- أنا كان عندي مشاكل كبيرة في عيني، “تكهف في العين ومية زرقة”. فوق كل ده، طلعلي كيس دهني كبير في عيني. رحت المستشفى أكشف، فالدكتورة قالتلي إن التكهف في العين مش خطر أوي وممكن أكون أتولدت به، لكن الكيس الدهني ظهر في مكان خطر.. ولذلك لا بد من عمل جراحة لإزالته، وأن وجوده في هذا المكان خطر. كنت في منتهى الخوف وخصوصًا أنا أعاني من مرض السكر.. ولكنني أخذت قرارًا أن أجرب مراهم وأدوية للعين وأنتظر بعض الوقت.
بعدها بيوم، حضرت مؤتمرًا لخدمة طريق الحياة في صيف 2023، وكنت قد بدأت التزم بالدواء كما طلبت مني الدكتورة، ولكن في مساء اليوم الأخير من المؤتمر، كان هناك وقتًا للصلاة بوضع الأيدي.. وشعرت يومها بسلام عجيب!!
والأمر العجيب، أنه في صباح اليوم التالي، استيقظت من النوم ولم أجد أي آثار للكيس في عيني.. لقد اختفى الكيس تمامًا.. واختفى الألم تمامًا.. وبالطبع لم أعمل العملية!!
1- منذ أول مرة حضرت فيها اجتماع طريق الحياة، شعرت باختلاف العبادة.. وصدق وحقيقه المكان.. والمهابة.. وحضور الرب الملموس للكل.كنت دائمًا أشعر بمقاومة على حياتي الأسرية ومقاومة على شغلي.. وكنت بعافر عشان الدنيا تمشي. وفي كل مرة كان بيتصلالي بوضع الأيدي، كنت بشعر بأمور عجيبة كأنه قيود علي حياتي وعلى شغلي بتقع. في كل مرة كنت برجع البيت فرحانة.. كنت بأشعر كأنه أمور بتتكسر كانت طول الوقت مسببة ليً خوف وقلق واكتئاب.
فاكرة مرة والخدام بيصلوا معايا كنت بأخبط على الأرض كأني بقاوم عدو.. يمكن مش شايفاه، لكن بيحاول يقاوم عمل حقيقي الرب بيعمله معايا.
وفي مرة، فوجئت بثلاثة من الخدام (سميتهم الأبطال) طلبوا يزورونا. وبالفعل أتوا البيت وصلوا معي.. وساعتها بدأت أتقيء أشياء غريبة.. وشعر أحدهم بأن هناك لعنة موروثة تقاوم حياتي..
استغربت الكلام.. واتلخبط في تلك الليلة. وقلت “إزاي؟.. ده أنا مؤمنة وعايشة للمسيح.. إيه اللي حصل ده؟ وكمان ليه العلاقات حواليا بتتلخبط حتى مع أقرب الناس لي؟ ليه ربنا بيتعامل معايا كدة؟ ليه فرحي مش ثابت؟.. ليه خايفه طول الوقت؟… “.
بس ساعتها حاجة حركتني بقوه ناحية المكتب اللي في الأوضة اللي بأصلي فيها. ومسكت كتاب كانت ماما إديتهولي زمان معمول ليه كفر (غطاء) من القماش ومتخيط عليه.
فكيت الخياطة، كان عنوان الكتاب جميل بس المحتوي غريب. حاولت أقرأ فيه معرفتش.. الكلام اللي فيه مش مفهوم، وفيه كمان أسماء شياطين. ساعتها أفتكرت كلام الخدام لما قالوا إنه ع البيت لعنه موروثة. حرقت الكتاب ومن يومها حاجات كتير بدأت تتغير في حياتي بشكل ملحوظ.. ولم يعد الخوف والاكتئاب يسيران على حياتي!!
شــاركنــا فــي اخـتبــــــارات تـمجــــد الــــرب فـــي حيــــــاتك
Share with us a testimony for the Glory of God
مقالات - Articles
- العطاء
العطاء في الكتاب المقدس
إن الكتاب المقدس يُعلمنا أن العطاء هو جزء من العبادة، فيقول كاتب رسالة العبرانيين “لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسر الله” عب13: 16. وبلغة أخرى، نستطيع إن نقول أن العطاء هو إحدى صور العبادة أو لغاتها، فكما نعبد الله بتسبيحنا وصلواتنا وسجودنا، فإننا أيضًا نعبد الرب بتقدماتنا وعطائنا المادي له.
ولهذا يمتلئ الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بتعاليم كثيرة جدًا ومتنوعة عن العطاء.. وأهميته.. ونتائجه.. وكيفية العطاء.. إلخ.
وسنحاول مع بداية كل شهر تقديم رسالة مُبسطة عن أحد الدروس الكتابية عن العطاء، واليوم سنُقدم هذا الدرس الأول من العهد القديم.
“وكلم الرب موسى قائلًا: كلم بني إسرائيل أن يأخذوا لي تقدمة، من كل ما يحثه قلبه تأخذون تقدمتي، وهذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم، ذهب وفضة ونحاس وإسمانجوني… فيصنعون لي مقدسًا لأسكن في وسطهم” خر25: 1-9
شواهد أخرى: خر27: 20؛ خر35: 4- 29؛ خر36: 3- 7؛ خر39: 43؛ خر40: 33- 35
في هذا الجزء الكتابي، توجد قصة هامة ومميزة من قصص العطاء في الكتاب المقدس. ورغم أنها ليست أولى قصص العطاء في الكتاب، لكنها مميزة جدًا لكونها ليست مجرد عطاء فردي بل هي عطاء شعب كامل للرب. إنها أمة كاملة تقدم عطاياها للرب!! إنه عطاء لتتميم هدف ومشروع إلهي، وهو بناء المسكن أو الخيمة التي كان الشعب سيُقدم فيها العبادة للرب.
وفي هذه الحادثة نستطيع أن نتلذذ بمجموعة من الدروس الثمينة التالية:
1. إعلان وأمر إلهي:
في الإصحاح 24، وهو الإصحاح الذي يسبق الشاهد المذكور من سفر الخروج، يُحدثنا الكتاب عن دعوة الرب لموسى لكي يصعد إلى الجبل وينفرد به وجهًا لوجه حتى يعطيه تفاصيل الخطة الإلهية. وهناك قضى موسى 40 يومًا مُتصلة مع الرب. والعجيب، أن أول شيء تكلم به الرب إلى موسى هو الإعلان الإلهي الذي نتحدث عنه اليوم، وهو أن يطلب موسى من الشعب أن يُقدم تقدمة للرب. لم يكن العطاء للرب هو فكرة موسى بل كان إعلانًا إلهيًا.. لم يكن اجتهاد أو محاولة من موسى، بل الرب هو الذي أتى بنفسه ليطلب من الشعب أن يقدموا له عطاياهم وتقدماتهم..
أحبائي.. إن العطاء للرب هو مطلب وأمر إلهي، فقد كان العطاء بمثابة أول خطوة طالب بها الرب شعبه لبناء خيمته لكي يبدءوا في ممارسة العبادة الدائمة له.
2. نظام وترتيب إلهي:
ولكن لماذا يطلب الرب تقدمات الشعب.. أليس هو ذاك الإله العجيب الذي أخرج الشعب من العبودية بآيات وعجائب؟.. ألا تتذكر معي أنه كان يحمي شعبه من الضربات الخطيرة التي أتت على أرض مصر؟.. هل تتذكر كيف شق البحر أمامهم وأعاق أعداؤهم خلفهم؟.. أليس هو القادر على كل شيء الذي أعطاهم ماء من الصخرة ليشربوا.. وهو الذي أنزل لهم المن من السماء صباح كل يوم ليأكلوا؟.. أليس هو الذي حفظ ثيابهم وأحذيتهم لمدة 40 سنة فلم تبل وتتقطع؟؟.. إذًا لماذا يحتاج تقدماتهم؟ هل عجز عن تدبير الإمكانات المادية لبناء الخيمة؟ ألم يكن الرب يستطيع أن يخلق الخيمة في لحظة ويستطيع بكلمة أن يجعل كل موادها أكوامًا أمام موسى؟
نعم يا أحبائي.. بكل أكيد يستطيع الرب كل هذا وبكل تأكيد هو ليس في احتياج إلى تقدمات شعبه، ولكن هذا هو القصد والنظام الإلهي الذي دبره الله. إنه الامتياز الذي أعطاه الله لشعبه وهذا هو نظامه وترتيبه عبر الزمان.
- إنه يريد لشعبه أن يشترك معه في العمل.
- إنه يريد لشعبه أن يُعبر عن حبه له بتقديم ما عندهم له.
- إنه يريد لشعبه أن يحيا بالإيمان فيقدم من القليل الذي عنده للإله الذي يمتلك الكثير.
3. قلب يُريد وحار:
إذا راجعت معي الشواهد السابقة ستجد التعبيرات “يحثه قلبه.. أنهضه قلبه.. سمحته روحه.. سمحتهم قلوبهم”. فكلمة “سمحته” تعني حركته أو أعطته إرادة.. وكلمة “تبرع” تعني تقدمة بإرادة حُرة.
إن الكلمات السابقة تُشير إلى شيء واحد وهو قلب يُريد وحار.. هذا هو الشرط الوحيد الذي وضعه الرب وكرره موسى للشعب لكي يشتركوا في العطاء أن يكون لهم القلب الذي ينهضهم والروح الذي يدفعهم.. أن يكون لديهم الحب والغيرة للرب ولعمله.. أن يكون في قلوبهم دافع حقيقي بالحب وتجاوب مع روح الله.
لاحظ معي أنه لا توجد أية شروط أخرى ولا مواصفات خاصة في مَنْ يعطي أو قدر عطاؤه، ولكن لا يمكن التنازل عن شرط “حرارة القلب”. فالرب القدير لا يريد التقدمة فحسب، ولكنه أولاً يًريد قلب حار ومتحرك.. قلب لديه الرغبة والدافع لهذا العمل فيقدم بإرادة وسخاء.
4. مما عندك: خر35: 22- 29
وسط الحديث عن تقدمات الشعب المختلفة، يستخدم الوحي تعبيرًا جميلًا فيقول “كل مَنْ وجد عنده إسمانجوني.. كل مَنْ وجد عنده خشب.. جاء به”. لم يقدم كل شخص من كل القلب فحسب، ولكنه أيضًا قدم حسب ما عنده. فهناك مَنْ قدم ذهبًا وفضة.. وهناك مَنْ قدم جلودًا وخشبًا.. وهناك مَنْ خلع خزائم وأقراط وقلائد ذهبية، ولكن هناك أيضًا مَنْ لم يجد عنده ما يقدمه فقام بغزل الإسمانجوني وشعر المعزى. ولهذا يُختم هذا الجزء بتعبير رائع في خر35: 29 “جميع الرجال والنساء الذين سمحتهم قلوبهم أن يأتوا بشيء لكل العمل”. إن ما نقدمه هو شيء يتناسب مع ما عندنا فإن تقدماتنا لا تقاس بحجمها أو قيمتها ولكن بدافع الحب الذي ورائها.
يا أحبائي.. الرب لا يرفض القليل الذي لدينا عندما نقدمه بحب، ولكنه بكل تأكيد يرفض البخل والشح في عطائنا. فمَنْ كان لديه قليلًا، فليعطِ من هذا القليل.. و مَنْ كان لديه كثيرًا، فليعطِ من هذا الكثير. إن الرب لا يضع أثقالًا علينا أو يضعنا في مقارنات، ولكنه يريدنا أن نقدم بحب وسخاء مما عندنا، قليلًا كان أم كثيرًا. ولكن احترس من أن لا تعطي ظنًا منك أن ما تعطيه قليلًا، فهذا القليل ثمين جدًا عند الله.. ومؤكد أن الله سيباركه.
5. كل صباح: خر36: 3
رغم أن الدعوة للعطاء قدمها موسى مرة واحدة للشعب، إلا أن التقدمات والعطايا استمرت كل صباح.. فهل مَنْ قدم بالأمس حركه قلبه ليقدم أكثر وأكثر مما عنده؟ أم هناك مَنْ لم يقدم وقاده روح الله للتوبة وعاد ليقدم؟ لا نعلم الإجابة.. ولكن المؤكد أن شيئًا عجيبًا كان يحدث.. كانت هناك نهضة.. لقد استمرت روح العطاء في الجماعة يومًا بعد يوم. إنها قصة نهضة في الحب والعطاء، وهذا ما يشتاق الروح أن يزرعه ويثمره فينا. إنه يريدنا جماعة وشعبًا حارًا.. كنيسة مستمرة في عبادتها وحبها للرب.. عطاؤها مستمر لا يتوقف.. كل يوم نعطيه مما نمتلك.. كل يوم نقدم له إمكانات ومجالات أكثر في حياتنا.. كل يوم نخصص له نسبة أكبر من حياتنا وأموالنا.
6. أكثر من الاحتياج: خر36: 4- 7
يا للمجد يا أحبائي ويا للروعة.. لقد كان العطاء من القلب، وكان حسب إمكانات كل شخص وكان مستمرًا كل يوم.. فماذا كانت النتيجة؟ كان العطاء أكثر مما يحتاج العمل!! لقد أضطر موسى – بناء على طلب الصُناع العاملين – أن يُرسل صوت بأن تتوقف التقدمات لأنها صارت أكثر من الاحتياج.
هل سمعت عن هذا من قبل؟ إننا دائمًا ما نحب أن نسمع عن فيض عطاء الله لنا، ولكن الغريب في هذه القصة هنا هو فيض عطاء الشعب الفقير حسب المنطق.. الشعب الخارج من العبودية. لقد فاض عطاؤهم شعبًا للرب الذي أحبهم أولًا.. كانت الإرادة والنهضة والرغبة تملأ قلوبهم.
7. العمل يكتمل والرب يملأ: خر40: 33- 35
بكل تأكيد عندما يتجاوب الشعب بهذه الحرارة مع دعوة روح الله لن يكون هناك نقص ولا إعاقة.. لن يتعطل العمل أو يتباطئ، بل سيكتمل سريعًا. لقد تم البناء.. وكملت الخيمة.. وتحركت السماء لكي تبارك تقدمة الشعب. لقد أتى الرب بكل مجده وغطت السحابة الخيمة.. وبهاء الرب ملأ المسكن. إنه الرب الذي يستجيب لشعبه ويحب أن يسكن بينه.
أحبائي في النهاية، إن كنا نشتاق أن نرى بهاء الرب يملأ اجتماعاتنا وكنائسنا.. بل حياتنا الشخصية وبيوتنا، فها هو يعلمنا من هذه القصة الثمينة أن نحبه بكل القلب والكيان. دعونا نعبده بقلب نقي .. دعوا روح الله ينهض قلوبنا وأرواحنا ويدفعنا أن نعطي كل حياتنا لمَنْ أعطانا حياته أولاً. لنعطه من أموالنا وإمكاناتنا.. ذهبنا وفضتنا.. أخشابنا وثيابنا.. نعطيه أغلى ما عندنا.
صديقي أدعوك أن تترك روح الله يختبر قلبك الآن.. اجلس وقتًا هادئًا في ضوء هذه الكلمات ولتكشف قلبك وعطائك له.. هل أنت أمين في حبك له وعطاؤك وتقدماتك المادية له؟ .. ماذا عن عشورك وعطاياك؟ .. دعه يقودك للتوبة ويعطيك بالروح قلبًا حارًا ورغبة في العطاء له، ولتطلب منه الآن ليحررك من أي بخل أو شح وليطلق عطاؤك ويقودك ماذا تعطي وكَمْ تعطي بل وأين تعطي أيضًا، لتعطيه من كل قلبك لمجده.